في عهد دقلديانوس الجاحد تعرّضت فاسي وأبناؤها الثلاثة ثاؤننس وأغابيوس وفيداله للاستشهاد. عاشت هذه الأسرة في مدينة الرُها بسوريا، وقد ترمّلت فاسي بعد إنجابها هؤلاء الأبناء الثلاثة. أمر القاضي بتعذيب الأبناء أمام والدتهم فاسي حتى تتزعزع عن إيمانها وتطلب من أبنائها أن يجحدوا شخص السيد المسيح.
استمر القاضي في تعذيبهم حتى مات الثلاثة. وبّخ القاضي الأم واتهمها بالإجرام لأنها تسببت في عذاب أبنائها وقتلهم. أما هي فقالت له: "الآن هم في مكانٍ آمنٍ، معهم علامة الغلبة والنصرة، وأريد أن ألحق بهم". دُهش القاضي لهذه الفلسفة التي يعتنقها المسيحيون من جهة العذابات لأجل المصلوب ونظرتهم للموت. أمر بضرب عنق الأم، فانتقلت نفسها لتستريح مع أبنائها الشهداء تحت المذبح السماوي.
|