في أوائل الجيل الرابع كان في نصيبين دير للبنات فيه خمسون راهبة ،وعليهن رئيسة اسمها فبرونيا من جملة هؤلاء الراهبات وهي التي ذات حسن وجمال فائق.ولأجل هذا كانت تحتفظ بها الرئيسة مخافة عليها من فخاخ الأشرار ،فضلاً عن أنها كانت ابنة أخيها.
فأتى سيلينوس بأمر ديوقلطيانوس إلى مابين النهرين وفتك بالمسحيين نحو سنة/304/،ولما بلغه خبر فبرونيا أمر بالقبض عليها وأذاقها أمر العذابات وأشنعها ،فأنه مزّق ثيابها في وسط المشهد،ثم مدّدها على الأرض وشعلوا تحتها ناراً خفيفة وجلدوا ظهرها بقضبان ،ثم علقوها على خشبة ومشطوا جنبيها بأمشاط حديدية وأحرقوها بالنار ،ثم قلعوا أسنانها وقطعوا ثدييها ،أخيراً قطعوا يديها ورجليها فرأسها ،ودُفنت القديسة في ديرها ،وتقول تومايس كاتبة قصتها أن أسقف نصيبين بنى كنيسة فاخرة أكملها في ست سنيين ونقل إليها جزءاً من ذخيرة القديسة فبرونيا .
إن الآباء البولنديين قد أقروا بصحة أعمال فبرونيا ، غير أن تيلمون والسمعاني قد شكا في حقيقتها ، وذلك على أنه في ذلك الزمان لم يكن أديرة منتظمة ،وقولهما مردود لأنه كما رأينا في الفصل الثالث من هذا الباب أنه كان أديرة كثيرة في بلاد فارس منذ مبادىء الجيل الرابع .
وأن أعمال فبرونيا تُرجمت منذ قديم الزمان إلى اليونانية واللاتينية ،وتذكارها عند اللاتين والكلدان النساطرة والأرمن والسريان في 25/حزيران ،وعند الملكيين في 26منه.
|