ولد رابولا وثنياً في مدينة قنشرين ،نماه إلى المجد آباء كرام سراة ؛وكانت أمه مسيحية تنصّر شاباً ففرق أمواله على أهل الفاقه وهجر زوجته وتنسك في دير مار ابرهيم وازدان بالفضائل .فسيم مطراناً للرها خلفاً للمطران ديوجينس سنة 411 فرعاها أربعاً وعشرين سنة وتوفي في سابع شهر آب عام 435 وكان متقشفاً في معيشته حازماً شديد الوطأة مهيباً على رعيته . ولما انعقد مجمع افسس سنة 431 حازبَ البطريرك يوحنا الانطاكي ،ولكن لم يطل به الأمر حتى مال إلى قورلس بطريرك الاسكندرية وحرم ثاودور المصيصي فأبسله يوحنا . وحينئذٍ نقل من اليونانية إلى السريانية بعض تصانيف قورلس ككتاب الإيمان الحق الذي صنفه وأنفذه إلى القيصر ثاودوسيوس وفي سنة 433 تصالح يوحنا وحزبه وقورلس ورابولا . وكان المترجم قد نال من آداب اليونانية والسريانية القسم الأكمل والسهم الأربح . ودبج بالسريانية التخشفتات المشهورة باسمه للأعياد السيدية والعذراء والقديسين وبعضها للتوبة والموتى ولعلها بلغت السبعمائة بيت وشرع تسعة وثمانين قانوناً للرهبان والقسوس والنساء العوابد وهي محفوظة في مصاحف الشرع الكنسي وكتب ستاً وأربعين رسالة إلى أساقفة وكهنة وامراء وأعيان ورهبان ،منها رسالة إلى أندراوس أسقف سميساط النسطوري يعنفه فيها لمناقضته حروم قورلس ،وكتاب إلى جملينوس أسقف البيرة تقريعاً لرهبانٍ أساءوا تناول القربان الالهي وخطبتين لفظ احداهما في القسطنطينية نقضاً لمذهب نسطور والثانية في الموتى ونعته قورلس في بعض رسائله ،بعمود الحق .وهو في عِداد القديسين . |