+ نشأته : لا نعلم عن حياته الكثير وخصوصًا في سنواته الأولى. عاش جدّاه الغنيّان التقيّان في ممفيس في مدينة أركاديا (حاليًا ميت رهينة جنوب الجيزة). ولما تنيّحا اهتمّت مربية أثيوبية وثنية بتربيته ، ولكنها كانت بقلبها محبة للمسيحية.
+ وُلد كيرلس ما بين سنتي 375 و380م، ونال قسطًا وافرًا من علوم عصره ودرس العلوم اللاهوتية بالإسكندرية التى كانت مركزًا عظيمًا للتعليم. وشبّ على معرفة العلوم الدينية وأحب قراءة الكتب المقدسة وأقوال الآباء وسيرهم، كما كان يمتلك موهبة حفظ الألحان الكنسية وترديدها.
+ تاريخ تقدمه للكهنوت : 20 بابه 128 للشهداء - 17 أكتوبر 412 م
+ تاريخ نياحتـه : 3 أبيب 160 للشهداء - 27 يونيو 444 م
مدة إقامته على الكرسي البطريركى : 31 سنة و8 أشهر و10 أيام
محل إقامته كبطريرك : الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية .
محل دفنه : كنيسة بوكاليا بالاسكندرية
في التقويم اللاتيني الروماني: تعيد له الكنيسة الكاثوليكية فى 27 يونيو كأسقف ومعلم للكنيسة .
+ دراسته : درس القديس كيرلس الكبير مؤلفات آباء الإسكندرية مثل العلامة أوريجانوس والقديس أثناسيوس الرسولي ، كما اطلع أيضاً على مؤلفات القديس باسيليوس الكبير والقديس غريغوريوس النزينزي ( الذي نصلي قداسه : القداس الغريغوري ) . كما درس القديس كيرلس الكبير اللغات القديمة الشائعة في أيامه وهي العبرية والسريانية ولكنه كتب باليونانية وربما القليل جداً بالقبطية . المعروف عن القديس كيرلس الكبير أنه كان يحفظ نصوص الكتاب المقدس بمجرد قراءتها مرة واحدة.
+ الجدير بالذكر : أن تسمية أسقف الأسكندرية " بابا " منحت أول مرة من البابا الكاثوليكى كليتينوس للقديس كيرلس فى المجمع الثالث المسكونى أكراماً له .
+ مؤلفاته: تعتبر مؤلفات القديس كيرلس على درجة من الأهمية لدراسة التاريخ الكنسي وتاريخ العقيدة، من أعماله العديدة نذكر:
ـ كتب تفسيرية :ـ تفسير العهد القديم: ويعتمد التفسير" الرمزي ".
ـ تفسير العهد الجديد: ويعتمد التفسير" الحرفي " ومنه تفسيرإنجيل يوحنا، 156 عظة عن إنجيل لوقا، أجزاء من شرح إنجيل متى والرسالة إلى رومية وإلى العبرانيين.
ـ كتب عقائدية
ـ كتابان ضد الآريوسية.
ـ كتابات ضد النسطورية: منها مذكرات وحرمانات وكتابات دفاعية.
ـ كتاب الدفاع: ضد كتب يوليانوس الجاحد.
ـ رسائل فصحية: عبارة عن 29 رسالة من عام 414 إلى عام 442.
ـ عظات: منها عشرين عظة بعضها ألقاها في مجمع أفسس، وهي تتضمن أشهر العظات المريمية القديمة.
" تعتبر كتابات القديس كيرلس من أعظم ما ورد في الأدب المسيحي المبكر، فهي تكشف عن عمق في الفكر، وغنى في الآراء، وتحمل براهين ثمينة وواضحة تؤكد ما للكاتب من قدرة على البصيرة والجدل تجعل كتاباته من المصادر الأولى لتاريخ العقيدة والتعليم الكنسي."
كرّس كتاباته للتفسير والجدل ضد الأريوسيين حتى سنة 428م، بعد هذا تحوّلت بالكامل إلى تفنيد الهرطقة النسطورية .
+ قضية القديس يوحنا ذهبي الفم:في بداية عهده كبطريرك كان البابا كيرلس متأثرًا بالقضية التي ثارت بين خاله البابا ثيؤفيلس وبين القديس يوحنا ذهبي الفم، فعكف على دراسة هذه القضية وما هومعروف أن خاله كان قد ندم على إصداره حكم النفي على ذهبي الفم، وظهر ندمه هذا في آخر حديث له قبيل انتقاله من هذا العالم. وأخيرًا بإرشاد الروح القدس قام بإلغاء الحرْم الذي كان قد أصدره البطريرك ثيؤفيلس ضد القديس يوحنا الذهبي الفم، كما قام بتكريم القديس يوحنا ذهبي الفم والاعتراف بفضله أمام الجميع، وأشاد بمؤلفاته الكثيرة ذات القيمة العظيمة، كما أنه أثناء قيام البابا كيرلس بتدوين قداس القديس مرقس الرسول دوَّن اسم القديس ذهبي الفم في قائمة أسماء القديسين الذين يُذكَرون فيه، وهكذا وضع البابا كيرلس حدًا نهائيًا لهذه القضية.
+ كان هذا القديس ابن أخت البابا ثاؤفيلس البطريرك الـ23 ( للكنيسة الارثوذكسية ) وتربي عند خاله في مدرسة الإسكندرية وتثقف بعلومها اللاهوتية والفلسفية اللازمة للدفاع عن الدين المسيحي وبعد أن نال القسط الوافر من هذه العلوم، أرسله خاله إلى دير القديس مقار في البرية فتتلمذ هناك علي يد شيخ فاضل اسمه صرابامون .
ثم بعد أن قضي في البرية خمس سنوات أرسله البابا ثاؤفيلس إلى الأب سرابيون الأسقف الفاضل فازداد حكمة وعلما وتدرب علي التقوى والفضيلة. وبعد ذلك أعاده الأسقف إلى الإسكندرية ففرح به خاله كثيرا ورسمه شماسا وعينه واعظا في الكنيسة الكاتدرائية وجعله كاتبا له فكان إذا وعظ كيرلس تملك قلوب سامعيه ببلاغته وفصاحته وقوة تأثيره ومنذ ذلك الحين اشتهر بكثرة علمه وعظم تقواه وقوة تأثيره في تعليمه.
ولما تنيَّح خاله البابا ثاؤفيلس في 18 بابه سنة 128 ش (15 أكتوبر سنة 412 م) اتجهت أنظار الجميع إلى القديس كيرلس الكبير ، فتم انتخابه بطريركا وقام الأساقفة برسامته بطريركاً للكرازة المرقسية فكان البطريرك رقم 24 في نفس السنة ، وكان له من العمر حوالي 38 سنة ( وكان يعتبر صغير السن بالنسبة للسن المفروض أن يرسم فيه أسقف حسب قانون الكنيسة ) أجلسوه في 20 بابه سنة 128 ش (17 أكتوبر سنة 412 م) فاستضاءت الكنيسة بعلومه ووجه عنايته لمناهضة العبادة الوثنية والدفاع عن الدين المسيحي . فقام البابا كيرلس بتفنيدها بأدلته الساطعة وبراهينه القاطعة وأقواله المقنعة وقاوم أصحاب البدع والهرطقات.
- كان القديس كيرلّس متشدّداً أيضاً مع اليهود فقد هدم مساكنهم في الإسكندرية وطردهم منها وهذا بسبب اعتدائهم السابق على المسيحيين.
+ من فضائله تمسكه بالآداب المسيحية وتعاليمها .
ولما ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي تولي الكرسي في سنة 428 م في أيام الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني. "الذي أنكر أن العذراء هي والدة الإله". فأرسل القديس كيرلس ملفاً كاملاً إلى البابا سيليستينوس الأول (الحبر الرومانى ) ليتشاورا وليتّخذا قراراً في هذا الشأن. فقرر السينودس الروماني عام 430 م وجوب تراجع نسطورعن آرائهِ.
عام 431 م عُقِدَ مجمع أفسس المسكوني حيث وافق الإمبراطور ثيئودوسيوس الصغير على عقد مجمع مسكوني بناءً على طلب البابا كيرلس الإسكندري وإكليروس القسطنطينية، وأمر بعقد المجمع في مدينة أفسس (مكانها الآن خرائب أفيس التركية) عام 431م مرسلاً رسائل دعوة إلى جميع أساقفة العالم. بدأ المجمع انعقاد جلساته في شهر يونيو عام 431م (وكان القيصر قد حدد يوماً لافتتاحه يوم عيد العنصرة، بالكنيسة الكبرى بأفسس..) وكان عدد الحاضرين 200 أسقف، واختير البابا كيرلس الإسكندري لرئاسة المجمع.. وأرسل بابا روما نواباً عنه. وقد حضر مع البابا كيرلس خمسون أسقفاً مصرياً. وناقش المجتمعين نسطور, وأظهروا له كفره وهددوه بالحرم والإقصاء عن كرسيه أن لم يرجع عن رأيه الفاسد. وكتب القديس كيرلس حينئذ إثنى عشر فصلا عن الإيمان المستقيم مفندا ضلال نسطور ( وقد خالفه في الرأى ذلك بطريرك إنطاكية وبعض الأساقفة الشرقيين منتصرين لنسطور ولكنهم عادوا إلى الوفاق بعد ذلك ) وانتصر كيرلس علي خصوم الكنيسة وقد وضع كثيرا من المقالات والرسائل القيمة شارحا ومثبتا فيها " أن الله الكلمة طبيعة واحدة ومشيئة واحدة وأقنوم واحد متجسد " وحرم كل من يفرق المسيح أو يخرج عن هذا الرأي ونفي الإمبراطور نسطور في سنة 435 م ثم عقد البابا كيرلس إجتماعا مع أساقفة الكرازة المرقسية تداول معهم كل ما دار بينه وبين نسطور، ثم صدر قرار المجمع بالإجماع على التمسك بدستور الإيمان الذي سَنَّهُ مجمع نيقية وقد وضع الأنبا كيرلس مقدمة هي: "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة مريم والدة الإله"
مجمع افسس أدان نسطور ونحّاه من منصبهِ كبطريرك
+ تعاليم مجمع أفسس عام 431م لمواجهة بدعة نسطور:وفيه دافع القديس كيرلس الإسكندري عن سر التجسد الإلهي، مستشهداً بشواهد إنجيلية وبكتابات القديس أثناسيوس الرسولى عن "تجسد الكلمة" متمسكاً بالتعبيرات اللاهوتية: "طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد"، و"سر تجسد ابن الله قائم في اتحاد لاهوته مع ناسوته في أقنوم الكلمة الأزلي بدون انفصال ولا امتزاج ولا استحالة"، "لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة منذ اللحظة الأولى للحَبَل الإلهي"، و"السيدة العذراء هي والدة الإله (ثيئوطوكوس)".." ووُضعت عبارة "بالحقيقة أؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين" في صلاة القداس الإلهي " وتم حرم نسطور وتعاليمه الفاسدة....
+ ولما أكمل سعيه مرض قليلا وتنيَّح بسلام (444م) بعد أن أقام علي الكرسي الإسكندري إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام .
+ الجدير بالذكر انه توجد كنيسة بحى مصر الجديدة بميدان الكوربة تابعة للروم الكاثوليك ، الكنيسة التي تحمل اسم القديس المصري العظيم «كيرلس» بطل مجمع أفسس عام 431م،: شيدت الكنيسة في أوائل القرن الماضي وعلي أثر قيام البارون أدوار إمبان بتشييد حي مصر الجديدة في الصحراء الشرقية الشمالية للقاهرة حينما شرعت العائلات السورية اللبنانية بالانتقال من أحياء شبرا والفجالة إلي الحي الجديد، وسميت الكنيسة باسم القديس كيرلس تكريما لغبطة البطريرك كيرلس الثامن جحا" بطريرك الروم الكاثوليك الانطاكى" وإحتفالا بيوبيله الفضي الذى واكب تشريفه لتدشين وتكريس الكنيسة .وقد احتفلت الكنيسة بيوبيلها المئوى عام 2010ويشار إلي وجود عدد من الأيقونات الأثرية النادرة بالكنيسة منها أيقونة للعذراء مريم ترضع الطفل يسوع وصدرها مكشوف وهي مرسومة في سوريا وعمرها أكثر 1700 عام وليس لها مثيل فى العالم .